الدولة أم المقاومة : الدجاجة أم البيضة
د : محمود خليل
يرتكز المشروع الوطني الفلسطيني بعد نكبه 1948 على محورين أساسيين هما :
حق التحرير
وتقرير المصير
على اعتبار أن الإعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل دول العالم وهيئه الأمم المتحدة٠٠ إنما هو عمل كاشف غير منشئ٠٠ كما يقول الحقوقيون ، والمناطقة ، وعقلاء الخلق ٠٠
وهو عمل مكمل للحقيقة وليس خالقاً لها ، كما أنه ليس جزءا منها بحكم القانون الدولي ، وهو ما يؤكد الحق المطلق للمقاومة الفلسطينية٠٠ السلمية منها والمسلحة ، في العمل كحركة تحرر وطني مشروع ، سواء اعترف العالم بإعلان الدولة أم لم يعترف !!!
فعلى الصعيد الدولي ومنذ عام 1974 اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية٠٠ كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ، ومنحتها صفه مراقب في المنظمة الدولية٠٠
وهذا اعتراف ضمني عريض وواسع وممتد ، بشرعية المقاومة٠٠ وهو ما أيدته أيضا الكثير من دول العالم ، وفق التنظيمات الدولية التي تكفل الحقوق المشروعة لكل بلد محتل
وهو ما أكده أيضا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 6236 بحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه بكل الوسائل المشروعة ٠٠بما فيها الكفاح المسلح
فيما عارضت هذا الحق الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ٠٠بل وتورطت الولايات المتحدة أكثر ٠٠إذ وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية بأنها ( إرهابية ) ؟؟
كما أن القوانين الأمريكية لا زالت إلى يوم الناس ، هذا تعتبر أن وصول أي تبرعات أو مساعدات ٠٠أو حتى زكوات ٠٠أو أي نوع من أنواع الدعم إلى أسر شهداء المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي ٠٠يمثل تشجيعاً على العنف والإرهاب
لأن اطمئنان الشهداء على كفالة الأرامل والأطفال اليتامى ٠٠ يشجعهم على ارتكاب أعمال العنف
في الوقت الذي تحصل فيه زوجة وأطفال أعتى المجرمين في أميركا على العون المالي الكافي من الدولة رسمياً ٠٠بل إن معوناتهم ودعمهم ، يصل إليهم لحد باب الدار ؟؟!!
إنها النازية المتوحشة الجديدة بكل معنى الكلمة
لكن تطورات دولية واسعة ومتصاعدة على مدى العقود الخمسة الماضية ، قد منحت هذه الطرح الفلسطيني وجاهة دولية ، أكسبته مشروعية شبه رسمية ، لدى الشعوب المختلفة
كما أن وجود المقاومة على الأرض ٠٠بشتى فضائلها ومختلف مستويات أدائها ، قد جعلها لسان حال الشعب الفلسطيني ، الذي أسس له مؤتمر القمة العربي بالرباط عام 1974 بعد نصر أكتوبر عام 1973 م
ومن ثم ٠٠ تأكد الإعتراف الدولي المدعوم بالمقاومة ٠٠قبل إعلان الإعتراف بالدولة ، وإن لم يترجم ذلك الاعتراف إلى عضوية كاملة ، أو سيادة فعلية٠٠ بسبب الاحتلال الصهيوني الغاشم ، والتأييد الأمريكي المفتوح ،وكذلك الغربى المحموم للكيان الصهيوني المحتل ، كمنصة غربية مغروسة وسط أهم منطقة لتقاطع مصالح العالم المعاصر
وبالتراكم السياسي ٠٠ ووفق ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها المتعددة ٠٠ وطبقاً لنص المادة ( ٥١) من ميثاقها ، التي تنص
على حق الشعوب في الدفاع عن النفس ضد العدوان ، والكفاح المسلح ضد الإحتلال
فقد تأكد هذا الحق ٠٠حتى غدا حقيقة
إلى ذلك ٠٠ جاءت قرارات دول عدم الانحياز الداعمة لذلك الكفاح المسلح ٠٠
كما أن إعلان الاستقلال الفلسطيني في 18 نوفمبر عام 1988 بعد قمة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر ، والذي حظي باعتراف أكثر ، من 100 دولة فوراً ٠٠ وإن كان الإعتراف بهذا الإعلان ، لايعني اعترافاً صريحاً بمشروعية الدولة الفلسطينية ٠٠إلا أنه خطوة صحيحة٠٠في الطريق الصحيح
وبهذا ٠٠ وبالتفاوض المباشر مع المقاومة الفلسطينية في الخارج٠٠ لإعلان الدولة
وفي الداخل ٠٠ للتفاوض مع المقاومة الإسلامية ، في خمس جولات صعبة مريرة متتابعة ، عقب عمليات (الرصاص المصبوب ) في ديسمبر 2008 إلى 2009 ، وعملية (عمود السحاب ) في نوفمبر 2012 ، وعملية (الجرف الصامد) يوليو أغسطس 2014 وعمليه ( حارس الأسوار) 2021 ، والعملية الجائرة الإجرامية الحالية٠٠ ( السيوف الحديدية ) منذ اكتوبر ٢٠٢٣ ، والتي طورتها إسرائيل بعملية ( عربيات جدعون )٠٠ ومانتج عن ذلك كله ، بعقد اتفاقات ، وتبادل أسرى ، وصياغة معاهدات ، برعاية دولية ٠٠ على رأسها ٠٠ بلد المواجهة العربي الأول والأكبر٠٠ جمهورية مصر العربية ، والولايات المتحدة الأمريكية نفسها !!!
وبشان هذا الحراك المعقد
٠٠ فإن المطلوب الأول هو :
– الإعتراف الدولي بالمقاومة ، حتى لا نعود الى لعبة البيضة والدجاجة٠٠ أيهما أولاً ؟؟!!
تلك الحزورة المتجاهلة السمجاء
وحتى لا نتربع وسط طرق طرق القرن الحادي والعشرين ، على ظهر (عربة كارو ) يجرها حمار الحقوق والحريات حول العالم ، متجاهلين الزخم العالمي حول ، منذ ٧ أكتوبر٢٠٢٣
وحتي الآن
بإعلان عدد كبير من دول العالم ٠٠ الإعتراف الصريح أو الضمني بالدولة الفلسطينية
على سبيل المثال ٠٠فقد اعترفت كل دول الكاريبي ( بربادوس وجامايكا وترنيداد وتوباغو والبهاماس )
كذلك الدول الأوروبية الوازنة ( أيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا وأرمينيا )
إضافة إلى المكسيك
كل هذه الدول ٠٠اعترف اعترافاً صريحاً بالدولة الفلسطينية ٠٠بما يعادل 11 دولة
كذلك
٠٠ فإن هناك ثماني دول ، تعترف اعترافاً مشروطاً٠٠ هي فرنسا وكندا واستراليا وبريطانيا وسان مارينو ومالطا ولكسمبورج فيما نجد أمريكا ٠٠ التي جعلت من نفسها رجل إطفاء العالم ، قد تحولت إلى أكبر مجرم دولي عالمي ٠٠مفجر للحروب
وكذلك فإن تصويرها لنفسها ، وللمتخلفين عقليا من أزلامها وأنصابها حول العالم ، على أنها رجل بوليس عالمي حر٠٠ قد انتهى ٠٠وسقط في عمق بئر الفضلات والقاذورات !!!
أمريكا دولة إرهابية عالمية عظمى ، وقاطع طريق دولي فاجر ، وقرصان بحري شارب للدماء ، وكائن متوحش آكل للحوم البشر !!!!
جرائم أمريكا أضحت إرثاً شرعياً لكل سوءات الاستعمار
وأضحت أمريكا نفسها ، راعية لكل جبروته وطغيانه
وأضحت خزائنها٠٠ أوسع خزائن المسروقات والجبايات العالمية
إنها نقمة البشرية المعاصرة ، وقلعة الرجعية العالمية ، وزعيمة الثورة المضادة في العالم أجمع ، وآكلة الحقوق والحريات ، وقاتلة عمداً لكل فرص الإنعتاق والتحرر
حتي أصبح من أبجديات الاستراتيجيات العالمية ، انها يجب مواجهتها حسب استراتيجيات توافقية دولية جديدة ، مع قوى النووي والبيولوجي والديموجرافي ٠٠ التي بدأت تتشكل في كل معاصم ومفاصل العالم المختلفة٠٠ بما سيعيد النظر حتما ٠٠ في معادلات توازنات القوي والمصالح حول العالم
وحتى ينقمع هذا اللص الفاجر ويخزى ٠٠فلابد على الأقل ، من الإعلان العالمي الصريح بالاعتراف الدولي بمشروعية المقاومة٠٠ ضمن سياق الجملة المفيدة ٠٠ لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ٠٠٠ خاصة والآخر (الصهيوأمريصليبي ) يجهر وينعر ٠٠ بمشروعه المقدس لاحتلال سبع دول مجاورة عياناً بياناً ٠٠ جهاراً نهاراً
ويوزع خرائطها تحت عين الشرعية الدولية المنكوبة
وإن وعد الله لآت وما أنتم بمعجزين